بعد إقالة وزير الاتصال بسبب اتهام الإمارات بالتجسس.. الجزائر تبعث مدير ديوانه إلى المغرب وتتحاشى الحديث عن الأمر
تفادت الجزائر الحديث عن بعثها وفدا رسميا يمثل وزارة الاتصال، إلى المغرب للمشاركة في أشغال الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، والذي ترأسه وزير الثقافة والشباب والتواصل محمد المهدي بن سعيد، حيث يأتي ذلك مباشرة بعد إقالة وزير الاتصال الجزائري، محمد بوسليماني، على خلفية نشر أخبار عن طرد السفير الإماراتي من الجزائر بسبب "شبكة تجسس تعمل لصالح الموساد".
وكان بوسليماني هو المدعو للمشاركة في الدورة التي احتضنتها الرباط، وفي خطوة نادرة الحدوث بسبب قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب منذ 2021، قررت هذه الأخيرة بعث وفد رسمي رفيع المستوى إلى المملكة، لكن قرار تبون إقالة وزير الاتصال أنهت أي إمكانية لحضوره، وفي المقابل شارك مدير ديوانه ذبيح رضوان، في حين تحاشت وسائل الإعلام الجزائرية، سواء العمومية أو الخاصة، الحديث عن هذا الأمر.
وحمّلت الرئاسة الجزائرية بوسليماني مسؤولية نشر خبر "طرد" السفير الإماراتي إثر اتهامات لبلاده بالتورط في أعمال استخباراتية لصالح جهاز "الموساد" الإسرائيلي، على الرغم من أن شبكة "النهار" الذي نشرت الخبر يوم الثلاثاء الماضي، والمقربة من السلطة الحاكمة في الجزائر، نشرت أيضا بيانا منسوبا لوزارة الخارجية تعرب فيه هذه الأخيرة عن "أسفها لهذه التصرفات الخاطئة والمخططات التي تستهدف الجزائر".
وقالت النهار إن الجزائر "طلبت من السفير الإماراتي مغادرة التراب الوطني، حيث أمهلته 48 ساعة لذلك"، مضيفة أن هذا القرار اتُخذ بعد "توقيف 4 جواسيس إماراتيين كانوا يتخابرون لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، لنقل معلومات سرية عن الدولة"، واصفة الأمر بأنه "مؤامرة دنيئة"، وهو الخبر الذي حذف بعد ذلك، لتُصدر الخارجية الجزائرية بيانا آخر.
وعممت وزارة الخارجية الجزائرية بيانا جاء فيه "ينفي الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج نفيا قاطعا ما تم نشره وتداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي وبعض وسائل الإعلام من أخبار مغلوطة وكاذبة حول طلب الوزارة من السفير الإماراتي مغادرة التراب الجزائري وتؤكد بأن هذه الأخبار مزيفة ولا أساس لها من الصحة مع التأكيد على أن بيانات الوزارة هي المصدر الوحيد للمعلومة".
وأضافت "يعرب الناطق الرسمي عن متانة وصلابة العلاقات الثنائية الجزائرية الإماراتية المتميزة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين مع الحرص المشترك للإرتقاء بها الى أعلى المراتب تنفيذا للارادة المشتركة التي تحدوا قائدي البلدين رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وأخيه صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان".
وعقب ذلك أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا جاء فيه "بعد استشارة الوزير الأول، أنهى اليوم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مهام وزير الاتصال محمد بوسليماني، وكلف الأمينة العامة لوزارة الاتصال بتسيير شؤون الوزارة بالنيابة".
وكان مجلس وزراء الإعلام العرب قد انطلق أول أمس الأربعاء بالرباط، وتضمن برنامج الاجتماع الوزاري استعراض وتقييم التقدم الحاصل في تنفيذ قرارات المجلس منذ انعقاد الدورة الثانية والخمسين بالعاصمة المصرية القاهرة، في ضوء الاجتماعات التي عقدت على مستوى هياكل المجلس واللجان وفرق العمل داخل وخارج بلد المقر.